شهدت إثيوبيا يومًا غير اعتيادي حيث تعرضت لثلاثة زلازل متتالية خلال 24 ساعة، مما أثار قلق السكان وزاد من المخاوف بشأن تأثير هذه الهزات على البنية التحتية والنشاط البركاني في المنطقة. ووفقًا لخبراء الجيولوجيا، قد تكون هذه الزلازل مؤشرًا على نشاط جيولوجي غير مسبوق، مما يستدعي الحذر ومزيدًا من الدراسات لفهم أسبابها وتأثيراتها المحتملة.
بلغت شدة الزلزال الثالث الذي ضرب إثيوبيا حوالي 5.3 درجة على مقياس ريختر، وفقًا لمركز الزلازل الأفريقي، مما جعله الأقوى من بين الزلازل الثلاثة. وقد وقع الزلزال في منطقة جنوبية تعرف بكونها نشطة جيولوجيًا نظرًا لوجود صدوع أرضية وتصدعات ناتجة عن التحركات التكتونية بين الصفائح الأفريقية والعربية. وكانت الهزة محسوسة في عدة مدن ومناطق في إثيوبيا، حيث أفاد السكان المحليون بشعورهم بالهزة بشكل قوي.
أوضح الخبير الجيولوجي د. أليكس غيبري أن سلسلة الزلازل التي ضربت إثيوبيا خلال الساعات الماضية تعتبر غير معتادة، وقد تكون ناتجة عن تفاعلات جيولوجية في عمق الأرض. وأضاف: "إن هذه الزلازل قد تكون نتيجة تحركات مفاجئة في الصدوع التكتونية، والتي قد تؤدي إلى زلازل أخرى إذا استمرت هذه التحركات". وأشار غيبري إلى أن المنطقة التي وقعت فيها الزلازل تقع ضمن نطاق يُعرف بنشاطه الزلزالي، لكن تكرار الزلازل بهذه الوتيرة السريعة يثير العديد من التساؤلات حول تأثيرها على النشاط البركاني المستقبلي في المنطقة.
تسبب الزلزال الثالث، بالإضافة إلى الزلازل السابقة، في بعض الأضرار الطفيفة بالبنية التحتية في عدة مناطق، حيث انهارت بعض المباني القديمة وتعرضت الطرق لبعض التصدعات. وقد سارعت السلطات المحلية إلى إرسال فرق الإنقاذ لتقييم الأضرار والتأكد من سلامة السكان، خاصة في المناطق القريبة من مركز الزلزال. حتى الآن، لم يتم تسجيل أي إصابات بشرية، لكن هناك تقارير عن خسائر مادية في بعض المناطق.
يشير الخبراء إلى أن الزلازل الثلاثة قد تكون بمثابة إنذار لنشاط جيولوجي أكبر قد يحدث في المستقبل، ويشيرون إلى أن الوضع يتطلب مراقبة مستمرة ودراسات معمقة لتحديد ما إذا كان هناك خطر مستقبلي محتمل. ويقول الدكتور غيبري: "علينا أن نكون مستعدين لسيناريوهات متعددة، حيث يمكن أن تحدث زلازل أخرى مشابهة، وربما أشد قوة". كما أشار إلى أن تكرار الزلازل قد يزيد من احتمال نشاط بركاني في المناطق القريبة، حيث تعتبر إثيوبيا جزءًا من ما يسمى بـ"الصدع الأفريقي"، وهو منطقة تشهد نشاطًا بركانيًا وزلزاليًا متكررًا.
في ظل تكرار الزلازل، سارعت السلطات الإثيوبية إلى وضع خطط طوارئ للتعامل مع الزلازل المتكررة، حيث قامت بإجلاء السكان من بعض المناطق الأكثر تضررًا، وأرسلت فرق إنقاذ لتقديم الدعم والإغاثة. كما قامت السلطات بإصدار توجيهات للسكان بعدم الاقتراب من المباني القديمة أو التواجد بالقرب من المناطق الوعرة لتفادي خطر الانهيارات. وأشارت وزارة الطوارئ إلى أن فرق الإنقاذ تعمل على مدار الساعة لتأمين سلامة المواطنين وتقييم الأضرار المادية.
تعتبر إثيوبيا واحدة من الدول التي تشهد نشاطًا زلزاليًا متكررًا، ولذلك تقدم السلطات والجهات المختصة نصائح للسكان للتعامل مع هذه الظروف، ومن أبرزها:
في ضوء هذه الكارثة الطبيعية، دعا بعض المسؤولين الإثيوبيين المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم والمساعدة لإثيوبيا، سواء في مجال المساعدات الإنسانية أو تقديم الخبرات التقنية لمواجهة تداعيات الزلازل. وقد أعربت عدة منظمات دولية عن استعدادها لتقديم الدعم، حيث أرسلت بعض الفرق لتقييم الوضع وتقديم المساعدات الطارئة.
قد تؤدي الزلازل المتكررة إلى تأثيرات سلبية على الاقتصاد الإثيوبي، حيث قد تتسبب في تراجع بعض الأنشطة الاقتصادية، خاصة في القطاعات الحيوية مثل الزراعة والسياحة. كما أن تكاليف إعادة الإعمار وتقديم الإغاثة ستضع عبئًا ماليًا إضافيًا على الحكومة، مما قد يؤثر على ميزانيتها العامة. ويشير بعض المحللين إلى أن إثيوبيا بحاجة إلى خطة دعم اقتصادي لتعويض الأضرار، وتشجيع الاستثمار في البنية التحتية المقاومة للزلازل.
إن تكرار الزلازل في إثيوبيا خلال 24 ساعة يعتبر حدثًا غير اعتيادي يستدعي الحذر والتحليل الدقيق. وبالرغم من التحديات التي قد يفرضها هذا النشاط الزلزالي، إلا أن تعاون الحكومة الإثيوبية مع الخبراء المحليين والدوليين قد يسهم في تقليل الأضرار وضمان سلامة السكان. يجب على السلطات الاستمرار في مراقبة النشاط الزلزالي عن كثب واتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة. كما يتعين على السكان الالتزام بالإرشادات الأمنية والبقاء على أهبة الاستعداد لمواجهة أي طارئ. من الواضح أن إثيوبيا تمر بمرحلة حساسة تتطلب التضامن الداخلي والدولي للتعامل مع تداعيات الزلازل وتحقيق استقرار جيولوجي مستدام.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt